محمد عمار ياسين
يوماً ما ، ستجد نفسك كثير السهر ، قليل النوم ، كثير التفكير عميق المنطق ، قليل اللجوء إلى قلبك سطحي المشاعر ، بحيث تجد بأنك لا تكره ولا تحب ، لست متفائلاً ولا متشائم ، لست يائساً ولا متأمّل ، ربما لأن الروتين بات يسرقك من نفسك شيئاً فشيئاً ، ربما لأن اللجوء للمشاعر التي نعرفها لا يغني ولا يسمن من جوعٍ هذه الأيام ، وربما لأنك اعتدت التبرير سواء في مجال عملك أو غيره ، والتبرير لا يحتاج إلى مشاعر ، بقدر ما يحتاج إلى الحجة والمنطق ، ربما .. ربما .. ربما .. كل الرّبمات مطروحة ، وقد يكون الصحيح منها ربما واحدة ، أو مئة ربما .
الجميل في الأمر أنك وقتها ستجد بأنه ومهما كانت أي ربما هي الصحيحة ، ستجد بأنك دخلتها دخول المكره بدايةً ، إلا أنك بعدها وجدت منها سبباً لمهربٍ إلى ذاتك ، للاكتفاء بها ، دون الحاجة لغيرها ، فأنت حينما تسهر ستسهر لذاتك ربما لتختلي بنفسك ، تحادثها وتحادثك ، وتسألها وتسألك ، تجيبها وتجيبك ، تكتشف فيها ذاتك ، وذاتك تكتشفك ، وربما ستسهر فقط بسبب لا شيء ، فقط السهر كونه لا يقصر العمر ، والنوم لا يطيله ، ومبدأك الوحيد هو ما أشار له الخيام في رباعياته حينما قال :
فما أطال النومُ عمراً .. ولا قصّر في الأعمار طول السهر
وحينما تترك المجال لمشاعرك أن تضمحل وسط بحور العقل والمنطق أنت ها هنا أيضاً رابح ، فـ لو أنك ستشعر بكل شيء ، لن تعيش ، فـ مثلاً حينما تيأس وتتشائم ستموت يأساً وتفكيراً سوداوياً ، وحينما تتأمل وتتفائل ستقتلك الخيبة .
أسعد نفسك بنفسك ، وادخل #مرحلة_الاكتفاء وابحر في طياتها قدر استطاعتك ..
محمد ياسين ©️
25/8/2021
12:25 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق