لا يخفى على أحد حجم المأزق الذي تمر فيه القضية الفلسطينية هذه الأيام ، وكل من استمع لخطاب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المجلس المركزي ، والذي تلاه الانسحاب من الاجتماعات ، يفهم بشكل مؤكد بأن الموقف الموحد الأساسي والمنطقي هو رفض التفرد بالقرار ، والاعتراف بالآخر حتى لو كان المعترف يظن بأن الآخر مخطئ ، ولكنه يبقى فلسطيني رغم خطأه .
موقف الجبهة الديمقراطية وحده وخطابها الوحدوي يرن حتى اليوم في كل الأوساط السياسية ، وسط ثناء من كل الأطراف السياسية الفلسطينية حتى من داخل حركة فتح وحتى من الأحزاب الديمقراطية التقدمية العربية ، فكيف لو انضم لهذا النوقف حزب واثنين وثلاثة وأكثر بدلاً من عدم المشاركة فقط ، ألم يكن الأولى على باقي القوى اليسارية أن تنضم لموقف الجبهة الديمقراطية وبشكل رسمي لتكوين جبهة معارضة واحدة موحدة تدعو للحوار الوطني الشامل ، وإصلاح المنظمة نفسها ، بدلاً من الاكتفاء بعدم المشاركة فقط ، كيف سيتم الإصلاح دون معول الإصلاح من الداخل؟! ، كيف لفكرة أن المنظمة للكل الفلسطيني وليست لجهة دون أخرى ، كيف لهذه الفكرة أن تصل وتثبت؟! ، كيف لهذا الإصلاح أن يبدأ وليس هناك من يبدأه ؟ ...
الموقف الوطني والتعامل مع الوضع الحالي بالنفس الوحدوي يتطلب موقفاً يُعيب من يُعاب ، ويُثني على من يُثنى عليه ، وكل موقف بموقفه ، وكل ذلك على قاعدة أننا كلنا فلسطينيين ، ليس بيننا خائن ، دون أي تجاذبات تجاه هذا الطرف أو ذاك ، كون أن التجاذبات إذا ظلت كما هي ، سنظل كما نحن لن نتقدم خطوة ........
الوحدة الوطنية هي الحل ..
إنهاء الانقسام هو الحل ..
الحوار الوطني الشامل هو الكل ...